البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الفرقان

صفحة 563 - الجزء 2

  جزى الله ابن عقبة حيث أمسى ... عقوقاً والعقوق له أثام

  {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وهو عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، وكذلك استدامة الخلود بالعذاب من المضاعفة {وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ٦٩} يعني يخلد مهاناً فيه أي في العذاب {إِلَّا مَنْ تَابَ} يعني من الزنا {وَءَامَنَ} من الشرك {وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} يعني بعد السيئات {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} أي يثبت حسناته {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا} لما تقدم قبل التوبة {رَحِيمًا ٧٠} بعدها.

  قوله تعالى: {.. وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ} والزور المجلس الذي كان يشتم فيه رسول الله ÷ وكذلك يحتمل أن يكون بمعنى الكذب، واللغو: المعاصي كلها، ومرهم بها كراما: أي في تركهم لها وإعراضهم عنها.

  {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ٧٣} أي سمعوا الوعظ لم يصموا عنه وأبصروا الرشد ولم يعموا عنه بخلاف من أصمه الشرك عن الوعظ وأعماه عن الرشد. لم يخروا: لم يتغافلوا.

  قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ} أي أهل طاعة تقر بهم أعياننا في الدنيا بالصلاح وفي الآخرة بالجنة {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ٧٤} أي أئمة هدى يهتدى بنا.

  قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} والغرفة أعلى مراتب الجنة {وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً} أي بشارة بالبقاء الدائم والملك العظيم والسلام اجتماع السلامة والخير.

  قوله تعالى: {.. قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} لولا طاعتكم له