البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة مريم & مكية

صفحة 482 - الجزء 2

  

  قال الإمام الناصر لدين الله أبو الفتح بن الحسين بن رسول الله À: هذا ما بدأنا بتفسيره من النصف الأخير من كتاب الله ø:

سورة مريم & مكية

  قوله تعالى: {كهيعص ١} قد روي عن أمير المؤمنين علي # أنه قال: هو اسم من أسماء الله ø فالكاف من كبير والهاء من هادي والياء حكيم والعين من عليم والصاد من صادق.

  قوله تعالى: {.. إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا ٣} وإنما أخفى لأن الله سبحانه يعلم القلب التقي ويسمع الصوت الخفي وأخفى زكريا نداءه لئلا ينسب فيه إلى الريا وإلى الهزء فيقولون: انظروا إلى هذا الشيخ يسأل الولد.

  قوله تعالى: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} أي ضعف ورق {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} وهذا من أحسن الاستعارة لأن الشيب قد انتشر في الرأس مثل ما انتشر في الحطب شعاع النار {وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ٤} أي خائباً كنت تجيبني إذا دعوتك ولا تحرمني الإجابة.

  قوله تعالى: {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي} والموالي هم بنو العم وسموا موالي لأنهم يلونه في النسب بعد الصلب أي خفتهم بعد موتي {فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا ٥} أي ولداً يليني من بعدي {يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ ءَالِ يَعْقُوبَ} يرث مالي وعلمي ويرث من آل يعقوب النبوة.

  قوله تعالى: {لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا ٧} أي لم نسم به أحداً قبله {قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا} أي لا تلد {وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا ٨} أي الذي غيره طول الزمان إلى اليبس والجفاف وقيل إنه كان له خمس وتسعون سنة وقرئ: (وقد بلغت من