البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الأعلى مكية

صفحة 884 - الجزء 2

سورة الأعلى مكية

  : قوله تعالى: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ١} وتسبيحه تنزيهه عن أن يسمى به أحد غيره، وروينا عن آبائنا، عن رسول الله ÷ أنه لما نزلت هذه قال لأصحابه: «اجعلوها في سجودكم» فكان أمير المؤمنين # يقول في سجوده: (سبحان الله الأعلى وبحمده).

  {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ٢} يعني خلقهم خلقاً كاملاً وسوى بأن جعل لكل جارحة مثلاً ويحتمل أن يكون المعنى بإنعامه وسوَّى بينهم في أحكامه {وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ٣} يعني قدر أرزاقهم وأقواتهم وهداهم إلى معايشهم إن كانوا إنساً وإلى مراعيها إن كانت وحشاً {وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى ٤} يعني به النبات لأن البهائم ترعاه قال الشاعر:

  وقد ينبت المرعى على دمر الثرى ... وتبقى حزازات النفوس كما هيا