سورة الفتح مدنية
  قال الإمام الناصر لدين الله #:
سورة الفتح مدنية
  ﷽: قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ١} هو فتح مكة وقد كان وعده الله تعالى أنه عام الحديبية عند انكفائه منها وقيل الفتح ما كان من أمره بالحديبية وهو أنه ÷ أصاب فيها ما لم يصب في غيرها بويع بيعة الرضوان وأطعموا بخيل خيبر وظهرت الروم على فارس تصديقاً لخبره وبلغ الهدي محله والحديبية بئر وفيها تمضمض رسول الله ÷ وقد غارت فجاشت بالروي.
  {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ} يعني لتستر بالفتح جميع ما أذنبوا عليك والذنب وإن كان في اللفظ مضافاً إليه فهو لغيره من قريش وسائر الكفار حين آذوه وأتعبوه {وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} يعني بالفتح الذي خضع به من استكبر وأطاع من تجبر {وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ٢} روينا عن رسول الله ÷ أنه لما نزلت هذه الآية تلاها على أصحابه فقال قائلاً منهم: هنيئاً مرياً يا رسول الله قد بين الله تعالى لنا ما يفعل بك فما يفعل بنا فأنزل الله تعالى: {... لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا ٥}.
  قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ} والسكينة هي الصبر على أوامر الله تعالى والثقة بوعده {لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ} أي ليزدادوا ثقة بالنصر مع إيمانهم بالجزاء {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ} يحتمل وجهين أحدهما: أن يكون معناه: ولله ملك السماوات والأرض ترغيباً للمؤمنين في خير الدنيا وخير الآخرة، والثاني