البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الممتحنة مدنية

صفحة 790 - الجزء 2

  و {الْمُصَوِّرُ} لتصويره الخلق على مشيئته قال: {الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ} في الأرحام ماء حتى يصير دماً {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} وجميع أسمائه حسنى لنفي القبائح من فعله وأنه لا يفعل إلا حسناً ولا يأمر إلا بحسن فلذلك صارت أسماؤه وصفاته حسنى.

سورة الممتحنة مدنية

  : قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} ... الآية، وسبب نزولها أن رسول الله ÷ لما أراد التوجه إلى مكة أظهر أنه يريد خيبر فكتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى أهل مكة يعلمهم أن رسول الله ÷ خارجاً إليهم وأرسله مع امرأة يقال لها سارة مولاة لبني عبدالمطلب فأخبر رسول الله ÷ بذلك فأنفذ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وقال: «اذهب إلى روضة أجاح فإنك ستلقى بها امرأة معها كتاب فخذه» فأتى علي # الموضع فوجدها ومعها الكتاب فأخذه منها وعاد فإذا هو كتاب حاطب؛ ثم أرسل إلى حاطب فقال له: «ما حملك على ما صنعت؟» فقال: يا رسول الله كنت أمرءاً ملصقاً إلى قريش وكان لي بها مال فكتبت إليهم بذلك ووالله يا رسول الله إني لمؤمن بالله ورسوله فصدقه رسول الله –÷ وقال: «لا تقولوا لحاطب إلا خيراً» فنزلت هذه الآية: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}⁣[الأحزاب: ٢١]، أي عبرة حسنة.

  {.... أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} والذين معه المراد بهذه الآية حاطب أسوة حسنة أي عبرة حسنة في إبراهيم والذين معه من المؤمنين {إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ} من الكفار {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ