البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الجن مكية

صفحة 833 - الجزء 2

سورة الجن مكية

  قال الإمام الناصر لدين الله #: ...

  : قوله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ} وذلك أن الله سبحانه بعث رسوله إلى الإنس والجن وهما الثقلان تكرمة وتخصيصاً فلهذا قال: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْءَانَ}⁣[الأحقاف: ٢٩]، فقرأ رسول الله ÷ عليهم القرآن فرجعوا إلى قومهم يبشرونهم وينذرونهم وكان عدد الجن الذي قرأ عليهم رسول الله ÷ تسعة والسورة التي قرأها هي إقرأ باسم ربك.

  {.. وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا} أي عظمة ربنا وسلطانه وشأنه ... {وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا ٤} والسفيه الجاهل، والشطط الجور والكذب.

  {.. وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ٦} كان الرجل في الجاهلية إذا نزل بواد قال: إني أعوذ بكبير هذا