سورة الكهف
  قال الإمام الناصر لدين الله #:
سورة الكهف
  مكية إلا آية واحد وهي قوله: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ} ... الآية [٢٨].
  ﷽: قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ [يعني محمد] الْكِتَابَ} يعني هذا القرآن {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا ١ قَيِّمًا} يعني اختلافاً قال الشاعر:
  أدوم بودي للصديق ... ولا خير فيمن كان بالود أعوجا
  ويجوز أن يكون العدول عن الحق إلى الباطل، وعن الإستقامة إلى الفساد وقد مضى الفرق بين العوج بكسر العين وفتحها. قيماً: أي مستقيماً وقيل قيم على سائر كتب الله ø يصدقها وينفي الباطل عنها وفيه تقديم وتأخير وتقديره أنزل الكتاب على عبده قيماً ولم يجعل له عوجاً.
  قوله تعالى: {... فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى ءَاثَارِهِمْ} أي قاتل نفسك ومنه قول ذو الرمة:
  ألا أيهذا الباخع الوجد نفسه ... بشيء تجبه عن يديه المقادر
  {عَلَى ءَاثَارِهِمْ} يعني بعد موتهم {إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ٦} والأسف قيل جزعاً وقيل حزناً قال الشاعر:
  إذا رجلاً منهم أسيفاً كأنما ... يضم إلى كفيه كشحاً مخضبا
  قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ٧} يعني لنختبرهم في الاعتبار بها وبتحامي الحرام منه.