البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة يوسف #

صفحة 370 - الجزء 1

  قال الإمام الناصر لدين الله:

سورة يوسف #

  كلها مكية وهي مائة وإحدى عشرة آية

   قوله تعالى: {الر تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ١} أي هذه آيات الكتاب المبين ومعنى المبين أي بين حلاله وحرامه وهداه ورشده.

  قوله تعالى: قال {يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا} إخوته {وَالشَّمْسَ} أبوه يعقوب {وَالْقَمَرَ} أمه راحيل {رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ٤} وفي إعادة قوله رأيتهم وجهان أحدهما تأكيد الأول والثاني: رؤيته لسجودهم وفي قوله ساجدين وجهان أحدهما أنه السجود المعهود في الصلاة، والثاني: أنه رآهم خاضعين فجعل خضوعهم سجوداً كما قال الشاعر:

  ترى الأكم فيه سجداً للحوافر

  قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ} بالنبوة {وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ} أي العلم والحكمة وتعبير الرؤيا وجودة النظر في عواقب الأمور ومنه قول الشاعر:

  وللأحبة أيام تذكرها ... وللنوى قبل يوم البين تأويل

  {وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ} أي باختيارك للنبوة {وَعَلَى ءَالِ يَعْقُوبَ} بأن يجعل فيهم النبوة.

  قوله تعالى: {.. إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا} وأخوه بنيامين وهما أخوان لأب وأم وكان يعقوب قد كفلهما لموت أمهما وزاد في