البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة السجدة مكية

صفحة 627 - الجزء 2

  قال الإمام الناصر لدين الله ~:

سورة السجدة⁣(⁣١) مكية

  : قوله تعالى: {الم ١ تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ} يعني القرآن {مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ} يعني كفار قريش يقولون إن محمداً ÷ افترى القرآن {بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ} يعني أن القرآن حق نزل عليك من ربك {لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ} يعني قريشاً لم يأتهم من نذير قبل رسول الله ÷.

  قوله تعالى: {.. يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} يعني تدبيره بخلقه فيما يأمرهم به من الطاعات والمنافع وينهاهم عن المعاصي والمضار وينزله على أنبيائه من فرائضه وحدوده وأحكامه وشرائعه وينزل به ملائكته {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} يعني جبريل # بعد نزوله بالوحي {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٥} يعني أن صعود الملك ونزوله في يوم واحد مقداره ألف سنة فيكون مقدار الصعود خمسمائة ومقدار نزوله خمسمائة سنة.

  {.. الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ} فكأنه خلقه إحساناً إليه {وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ٧} عنى بالإنسان آدم #، روينا عن آبائنا $ عن رسول الله ÷ أنه قال: «إن الله سبحانه خلق آدم من قبضة أمر جبريل # أن يأخذها من جميع الأرض فجاءوا بنو آدم على قدر الأرض منهم الأبيض والأسود


(١) نخ (ح): سورة الحرز السجدة مكية.