سورة الإخلاص مكية
  مذهم، عليها لعائن الله تترا، وصلوات الله على نبي الرحمة والصابر لله حتى كملت عليه النعمة وحقت على الأمة الكلمة ونزلت بمستحق العذاب النقمة، وجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا.
سورة الإخلاص مكية
  ﷽: قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١} وسبب نزول هذه السورة أن اليهود قالوا: عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله، وقالت الصابئون: نحن نعبد الملائكة من دون الله، وقالت المجوس: نحن نعبد الشمس والقمر من دون الله، وقال أهل الأوثان: نحن نعبد الأوثان من دون الله؛ فأنزل الله تعالى في ذلك إبطالاً لقولهم وإضلالاً لفعلهم فقال: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ١} أي المفرد الذي لا شبيه له من المخلوقات ولا مثل له من جميع المخترعات {اللَّهُ الصَّمَدُ ٢} والصمد الذي يصمد الناس إليه في حوائجهم، شعراً:
  ألا أبكر الناعي يخبر بني أسد ... بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
  ويكون الصمد بمعنى السيد كما قال الشاعر:
  علوته بحسامي ثم قلت له ... خذها إليك فأنت السيد الصمد
  {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ٣} وإنما انتفت منه هذه الصفة بأن يكون والداً ومولوداً لأمرين أحدهما: أن هذه الولادة من صفات الأجسام، وقد دل الدليل أن الله تعالى ليس بجسم كما بينا في كتاب المرشد في التوحيد. والثاني: فلو ولد أو ولد لصار ذا مثل وقد بينا أنه لا يماثله شيء من خلقه تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً، وقد استقصينا ذلك في كتاب المرشد لأن هذا الكتاب مقصور على التفسير واستقصاء مسائل التوحيد في كتبه.
  قوله تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ٤} من مماثل ومعادل وصاحبة وولد.