سورة الحج
  قال الإمام الناصر (ع):
سورة الحج
  مدنية كلها إلا أربع آيات مكيات من قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ}[٥٢] ... إلى آخر الأربع.
  ﷽: قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ١} وزلزلتها هي أشراط ظهورها وأيام مجيئها. {يَوْمَ تَرَوْنَهَا} أي الزلزلة {تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ} أي تشتغل كل مرضعة عن ولدها وهو يوم تذهل الأم عن ولدها بغير فطام وتلقي الحامل ما في بطنها لغير تمام {وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى} أي هم سكارى من الخوف وغير سكارى من الشراب.
  قوله تعالى: {... يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ} يعني آدم # {ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} يعني ولده {ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ} يعني أن النطفة في الرحم تصير علقة {ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ} يعني أن العلقة تصير مضغة وذلك مقدار ما يمضغ من اللحم {مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ} والمخلقة ما صار خلقاً وغير المخلقة ما دفعته الأرحام ولم يصير خلقاً كالسقط {لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} يعني في القرآن بدء خلقكم وتنقل أحوالكم {وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي إلى تمام {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ} وقد مضى تفسير الأشد {وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى} أي قبل بلوغ الأشد {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} أي إلى الهرم حتى يشبه الطفل عند حال خروجه من بطن أمه في الضعف {لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} أي لا يستفيد علماً وينسى ما قد علم {وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً} أي غبراء منهشمة يابسة لا تنبت شيئاً دارسة والهمود الدروس ومنه قول الأعشى: