سورة ألم نشرح مكية
سورة ألم نشرح مكية
  ﷽: قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ١} وهذا تقرير من الله تعالى لرسوله عند انشراح صدره لما حمله من نبوته ومعنى نشرح نفتح لك صدرك ليتسع لما حملته ومنه تشريح اللحم وهو تفريقه وانشراح صدره بما خصه الله به من الحكم والعلم واليقين وبمعرفته أحكام الدين والثقة بما عند الله له من الدرجات العالية والمراتب السامية.
  {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ٢} والوزر الثقل يعني حططنا عنك العبادة التي كانت في عصر موسى # من قتل النفوس وقطع الجوارح وجدع الأنف {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ ٣} أي أثقل ظهرك كما ينقض البعير من حمل الثقل حتى يصير نقضاً أو مهزولا وتقدير الكلام: ووضعنا عنك وزرك الذي ينقض ظهرك.
  {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ٤} بالنبوة وباقتران اسمه مع اسم الله تعالى في النداء {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ٥} يعني مع الشدة رخاء ومع الضيق سعة ومع الحزونة سهولة.
  قال الإمام #: لو كان العسر في جحر أملط لطلبه اليسر حتى يدخل عليه ولن يغلب عسر يسرين وإنما كان العسر في الموضعين واحداً وليس باثنين لدخول الألف واللام على العسر وحذفهما في اليسر.
  {.. فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ٧} يعني فإذا فرغت من مجاهدة أعداء الله فانصب لعبادة ربك وأجهد نفسك في طاعته {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ٨} في دعائك إليه وإخلاص نيتك.