البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[تفسير سورة البقرة]

صفحة 24 - الجزء 1

[تفسير سورة البقرة]

  سورة البقرة مدنية إلا آية واحدة.

  : وهي قوله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}⁣[البقرة: ٢٨١]، فإنها نزلت يوم النحر في حجة الوداع.

  قوله ø: {الم ١}: الذي يعول عليه في هذا الباب مع كثرة ما تكلم فيه الناس أنه هجاء أعلم الله تعالى به العرب حين تحداهم بالقرآن أنه مؤتلف من حروف كلامهم هذه التي منها بني كلامهم ليكون عجزهم عنه أبلغ في الحجة عليهم.

  قوله تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ}: المعني بالخطاب في هذا الموضع رسول الله ÷ أي ذلك الذي ذكرته في التوراة والإنجيل هو الذي أنزلته عليك يا محمد، ويحتمل أن يكون الخطاب لليهود والنصارى أي أن ذلك الكتاب الذي وعدتكم به هو هذا الذي أنزلته على محمد ÷ وقد استعمل (ذلك) في الإشارة إلى غائب كما قال رؤبة:

  أقول له والرمح باطن متنه ... تأمل حقاً إنني أنا ذلكا

  قوله تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ}: أي لا شك كما قال عبدالله بن الزبعرى:

  ليس في الحق يا أميمة ريب ... إنما الريب ما يقول الجهول

  ويجوز أن يكون الريب بمعنى التهمة كقول⁣(⁣١) جميل:

  بثينة قالت يا جميل أربتنا ... فقلت كلانا يا بثين مريب


(١) نخ (هـ): كما قال.