سورة الزمر مكية
  قال الإمام الناصر لدين الله #:
سورة الزمر مكية
  ﷽: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} رفع بإضمار هذا مثل: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا}[النور: ١]، أي هذه سورة فلو نصبت كان مثل: {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}[النساء: ٢٤]، أي الزموا كتاب الله.
  {.. وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} يقولون {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا} وكذلك في قراءة أبي ما نعبدكم إلا لتقربونا.
  {... وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} أي يرضى الشكر لكم وهذا مثل قوله: {فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}[آل عمران: ١٧٣]، قول الناس.
  فإن قال قائل كيف قال: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ} يريد وقد كفروا؟ قلت: لأنه لا يرضى أن يكفروا فمعنى القرآن يكفروا وليس معناه الكفر بعينه، ومثل مما تبينه لك: لست أحب الإساءة وإني لا أحب أن تسيء.
  {نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ} يقول: ترك الذي كان يدعوه إذا مسه الضر يريد الله ø. فإن قيل: فهلا قلت في الكلام نسي كان يدعو. قلت: إنما قد يكون في موضع من قال الله ø: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ١ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ٢ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٣}[الكافرون]، وقال: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ}[النساء: ٣]، فهذا وجه وبه جاء التفسير وقد يكون نسي ما كان يدعو نسي دعاءه من قبل وإن شئت جعلت الهاء في إليه لما، وإن شئت جعلها الله تبارك وتعالى.
  {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا} هذا وعيد كذلك قوله: {فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ٥٥}[النحل].
  {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ} قرأ يحيى بن وثاب بالتخفيف وحده يريد بأمن هو قانت وهو حسن لأن العرب تدعي بالألف كما تدعو بالياء: {أَفَمَنْ شَرَحَ