البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الزمر مكية

صفحة 698 - الجزء 2

  قال الإمام الناصر لدين الله #:

سورة الزمر مكية

  : {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ} رفع بإضمار هذا مثل: {سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا}⁣[النور: ١]، أي هذه سورة فلو نصبت كان مثل: {كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ}⁣[النساء: ٢٤]، أي الزموا كتاب الله.

  {.. وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ} يقولون {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا} وكذلك في قراءة أبي ما نعبدكم إلا لتقربونا.

  {... وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} أي يرضى الشكر لكم وهذا مثل قوله: {فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا}⁣[آل عمران: ١٧٣]، قول الناس.

  فإن قال قائل كيف قال: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ} يريد وقد كفروا؟ قلت: لأنه لا يرضى أن يكفروا فمعنى القرآن يكفروا وليس معناه الكفر بعينه، ومثل مما تبينه لك: لست أحب الإساءة وإني لا أحب أن تسيء.

  {نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ} يقول: ترك الذي كان يدعوه إذا مسه الضر يريد الله ø. فإن قيل: فهلا قلت في الكلام نسي كان يدعو. قلت: إنما قد يكون في موضع من قال الله ø: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ١ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ٢ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٣}⁣[الكافرون]، وقال: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ}⁣[النساء: ٣]، فهذا وجه وبه جاء التفسير وقد يكون نسي ما كان يدعو نسي دعاءه من قبل وإن شئت جعلت الهاء في إليه لما، وإن شئت جعلها الله تبارك وتعالى.

  {قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا} هذا وعيد كذلك قوله: {فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ ٥٥}⁣[النحل].

  {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ} قرأ يحيى بن وثاب بالتخفيف وحده يريد بأمن هو قانت وهو حسن لأن العرب تدعي بالألف كما تدعو بالياء: {أَفَمَنْ شَرَحَ