البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الحجرات مدنية

صفحة 733 - الجزء 2

سورة الحجرات مدنية

  : قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} أي لا تكلموا بين يدي كلامه ولا تقدموه في شيء من أفعاله وقيل إن هذه الآية نزلت في من ذبحوا قبل أن يصلي النبي ÷ فأمرهم بإعادة الذبح {وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ١} يعني سميع لقولكم عليم بفعلكم.

  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} قيل إن رجلين من الصحابة تماريا عنده ÷ فارتفعت أصواتهما فنزل ذلك فيهما {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} وإنما هذا الجهر هو المنع من دعائه باسمه أو كنيته كما يدعو بعضهم بعضاً وليكن دعاؤه بالنبوة والرسالة كما قال: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا}⁣[النور: ٦٣].

  قوله تعالى: {.. إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ} في سبب نزول هذه الآية قولان أحدهما: أن رجلاً جاء إلى النبي ÷ فناداه من وراء الحجرات: يا محمد إن مدحي زين وذمي زين فخرج رسول الله ÷ فقال: «ويلك ذلك الله ø» فأنزل الله هذه الآية.

  والثاني: أن ناساً أتوا النبي ÷ فقالوا: انطلقوا بنا إلى هذا الرجل فإن يكن نبيئاً فنحن أسعد الناس باتباعه وإن يكن ملكاً نعش في حياته، فأتوا النبي ÷ وهو في حجرته فنادوا يا محمد يا محمد فأنزل الله هذه الآية. وقيل: إنهم كانوا تسعة نفر قيس بن عاصم والزبرقان بن بدر والأقرع بن حابس وسويد بن هشام وخالد بن مالك وعطاء بن حابس والقعقاع بن معبد ووكيع بن وكيع وعيينة بن