البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة حم عسق [الشورى]

صفحة 706 - الجزء 2

سورة حم عسق [الشورى]

  : {حم ١ عسق ٢} ذكر عن ابن عباس أنه كان يقول: (حم سق) لا يجعل فيها عيناً ويقول السين كل فرقة والألف كل جماعة تكون وكذلك رأيتها في مصاحف عبدالله.

  {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ} حم عسق يقال إنها أوحيت إلى كل نبي كما أوحيت إلى محمد ÷ قال ابن عباس: وبها كان علي بن أبي طالب يعلم الفتن ويعضهم كذلك فاعل لا يسمى فاعله ثم يرفع الله برد الفعل إليه {وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ}⁣[الأنعام: ١٣٧]، أي زينه لهم شركاؤهم ومثل من قرأ: {يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ٣٦}⁣[النور]، ثم قال: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ}⁣[النور: ٣٧].

  {... لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى} مكة {وَمَنْ حَوْلَهَا} من العرب {وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ} ومثله أيضاً: {ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ}⁣[آل عمران: ١٧٥]، معناه يخوفكم أولياءه {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ} عنى الأنبياء ولو كان نصباً في الكلام جاز.

  {... جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} يقول: جعل لكم شيئاً {وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا} لتكبروا ذلك معنى قوله: {يَذْرَؤُكُمْ فِيه} يكثركم والمعنى إلى ذلك فيه.

  {... فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ} أي فلهذا القرآن والمعنى إلى ذلك فادع، وروي عن ابن عباس.

  {... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} ذكر أن الأنصار جمعت للنبي ÷ فقالت: إن الله تعالى قد هدانا بك وأنت ابن أخينا فاستعن بهذه النفقة على ما ينوبك؛ فلم يقبلها فأنزل الله تعالى في ذلك: {قُلْ لَا