البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة هود

صفحة 352 - الجزء 1

سورة هود

  قال الإمام الناصر لدين الله: هي مكية إلا آية واحدة وهي قوله: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ}⁣[١١٤].

   {الر كِتَابٌ} يعني القرآن {أُحْكِمَتْ ءَايَاتُهُ} أي أحكمت آياته من الباطل {ثُمَّ فُصِّلَتْ} بالحلال والحرام والطاعة والمعصية، ويحتمل أن يكون المعنى أحكمت بالأمر والنهي ثم فصلت بالثواب والعقاب {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ١} أي من عند حكيم في أفعاله خبير بمصالح عباده.

  قوله تعالى: {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ٢} إني نذير من النار بشير بالجنة.

  قوله تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} وإنما قدم ذكر الاستغفار لأن المغفرة هي الغرض المطلوب والتوبة هي السبب إليها، والمغفرة هي أول في الطلب وآخر في السبب {يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا} يعني في الدنيا {إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي الموت {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} أي يجازيه عليه في الآخرة {وَإِنْ تَوَلَّوْا} يعني عما أمرتكم به {فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ٣} ووصفه بذلك لكبر الأمور التي فيه.

  قوله تعالى: {.. أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ} أي يثنون صدورهم على الكفر على عداوة رسول الله ÷ {لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ} أي من رسول الله ÷ ويحتمل أن يكون من الله ø {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} يعني يلبسونها ويتغطون بها ومنه قول الخنساء:

  أرعى النجوم وما كلفت رعيتها ... وتارة أتغشى فضل أطماري