البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الحشر مدنية

صفحة 784 - الجزء 2

سورة الحشر مدنية

  : قوله تعالى: {.. هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} بني النظير من ديارهم يعني منازلهم بالحجاز إلى أذرعات الشام وهو أعلى الشام وأعطى كل ثلاثة بعير يحملون عليه ما استثقل إلا السلاح وكان رسول الله ÷ قد دعاهم حين هاجر إلى المدينة أن لا يقاتلوا معه ولا عليه فكفوا يوم بدر لظهور المسلمين وأعانوا المشركين يوم أحد حين رأوا ظهورهم على المسلمين وقتل رئيسهم كعب بن الأشرف ثم سار إليهم رسول الله ÷ فحاربهم حتى أجلاهم لأول الحشر لأنهم أول من أجلي من اليهود وحشرهم جميعهم إلى أرض الشام.

  {مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا} يعني من ديارهم لقوتهم وامتناعهم {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} يعني بقتل رئيسهم كعب بن الأشرف {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} وذلك أنهم حسدوا المسلمين أن يسكنوها فخربوها من داخل وخربها المسلمون من خارج حين أجلوهم عنها ويقرأ: يخربون ويخرّبون