البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[ذكر وجوه إعجاز القرآن الكريم]

صفحة 11 - الجزء 1

  وأما الآية: ففيها تأويلان أحدهما أنها إنما سميت آية لأنها يعرف بها تمام ما قبلها لأن الآية العلامة لقوله تعالى: {أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا}⁣[المائدة: ١١٤]، أي علامة لإجابة دعائنا، وقال الشاعر:

  ألكني إليها عمرك الله يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديا

  والثاني: هي القصة والرسالة كما قال كعب بن زهير:

  ألا أبلغا هذا المعرض آية ... أيقظان قال القول أو قال ذو حلم

  فيكون معناها الرسالة كما ذكرنا. روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «نزل القرآن على سبعة أحرف والمراء في القرآن كفر ثلاث مرات فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه».

  وأما تفسير قوله ÷: «سبعة أحرف» فإنما هي أمر ونهي وترغيب وترهيب وجدال وقصص وأمثال.

[ذكر وجوه إعجاز القرآن الكريم]

  فأما إعجاز القرآن فقد اختلف فيه الناس على ثمانية أوجه؛ أحدها: أن وجه إعجازه هو الإيجاز والبلاغة مثل قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}⁣[البقرة: ١٧٩]، فجمع في⁣(⁣١) كلمتين عدد حروفهما عشرة أحرف معاني كلام كثير.

  والثاني: أن وجه إعجازه هو البيان والفصاحة كالذي حكاه بعض أهل


(١) نخ (ح): بين.