[ذكر وجوه إعجاز القرآن الكريم]
  وأما الآية: ففيها تأويلان أحدهما أنها إنما سميت آية لأنها يعرف بها تمام ما قبلها لأن الآية العلامة لقوله تعالى: {أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَءَاخِرِنَا وَءَايَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا}[المائدة: ١١٤]، أي علامة لإجابة دعائنا، وقال الشاعر:
  ألكني إليها عمرك الله يا فتى ... بآية ما جاءت إلينا تهاديا
  والثاني: هي القصة والرسالة كما قال كعب بن زهير:
  ألا أبلغا هذا المعرض آية ... أيقظان قال القول أو قال ذو حلم
  فيكون معناها الرسالة كما ذكرنا. روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «نزل القرآن على سبعة أحرف والمراء في القرآن كفر ثلاث مرات فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه».
  وأما تفسير قوله ÷: «سبعة أحرف» فإنما هي أمر ونهي وترغيب وترهيب وجدال وقصص وأمثال.
[ذكر وجوه إعجاز القرآن الكريم]
  فأما إعجاز القرآن فقد اختلف فيه الناس على ثمانية أوجه؛ أحدها: أن وجه إعجازه هو الإيجاز والبلاغة مثل قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ}[البقرة: ١٧٩]، فجمع في(١) كلمتين عدد حروفهما عشرة أحرف معاني كلام كثير.
  والثاني: أن وجه إعجازه هو البيان والفصاحة كالذي حكاه بعض أهل
(١) نخ (ح): بين.