البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الفجر مكية

صفحة 889 - الجزء 2

سورة الفجر مكية

  : قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ٢} أقسم الله تعالى به وهو انفجار الصبح من أفق المشرق وهما فجران فالأول: منهما مستطيل كذنب السرحان يبدو كعمود نور ثم يعقب بظلام يتخلله ويسمى هذا الفجر الكاذب لأنه كذبك عن الصبح وهو من جملة الليل ولا تأثير له في صلاة ولا صيام.

  وأما الثاني: فمستطيل النور منتشر في الأفق ويسمى الفجر الصادق لأنه صدقك عن الصبح وبه يتعلق حكم الصلاة والصوم. ووقع القسم على فجر الصبح الذي هو بدء النهار في كل يوم كذا رويناه عن أمير المؤمنين علي #.

  {وَلَيَالٍ عَشْرٍ ٢} قسم آخر روينا عن آبائنا عن رسول الله ÷ أنها عشر الأضحى. {وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ٣} يعني الخلق كله لأن لكل فرد منه زوجاً، ويجوز أن يكون الشفع والوتر الصلاة لأن منها ما هو شفع ومنها ما هو وتر.

  {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ٤} وهذا قَسَم رابع والمراد به ليلة المزدلفة ويسري يسير {هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ٥} ي عقل والحجر المنع ومنه سمي الحَجَر لامتناعه بصلابته، وسميت الحُجْرَة لامتناع من فيها بها