البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الضحى مكية

صفحة 896 - الجزء 2

سورة الضحى مكية

  : قوله تعالى: {وَالضُّحَى ١} وهو قسم كما قد مر ذكره وهو ساعة من النهار إذا ترحلت الشمس وقيل إنه صدر النهار {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ٢} أي سكن من قولهم قد سجى البحر إذا سكن قال الراجز:

  يا حبذا القمراء والليل الساج ... وطرق مثل مد النساج

  {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ٣} روينا أن جبريل # أبطأ على النبي ÷ فجزع من ذلك جزعاً شديداً فقالت عائشة: إني أرى ربك قد قلاك مما أرى من جزعك فنزلت: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ٣} يعني ما قطع الوحي عنك توديعاً لك وما قلى أي أبغضك قال الأخطل:

  المهديات لمن هوين مسرة ... والمحسنات لمن قلين مقالا

  {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ٤} يعني ثواب الآخرة خير من نعيم الدنيا.

  {.. أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ٦} واليتيم بموت الأب وقد كان رسول الله ÷ فقد أبويه معاً وهو صغير فكفله جده عبدالمطلب ثم مات جده فكفله عمه أبو طالب. فآوى أي فجعل لك مالاً لتربيتك والقيام بأمرك وهو أبو طالب بعد موت عبدالله وعبدالمطلب {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧} أي محباً للهداية فهداك إليها فالضلال المحبة لقوله: {إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ ٩٥}⁣[يوسف]، أي في محبتك قال الشاعر: