البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة لم يكن مدنية

صفحة 903 - الجزء 2

سورة لم يكن مدنية

  : قوله تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ} عن سيدنا رسول الله ÷ من اليهود والنصارى الذين هم أهل الكتاب، ولم يكن المشركون الذين هم عبدة الأوثان من العرب وغيرهم الذين ليس لهم كتاب {مُنْفَكِّينَ} أي لم يزالوا مقيمين على الشرك والشك والريبة {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ١} والرسل ولم يختلفوا أن الله سبحانه سيبعث إليهم رسولاً حتى بعث محمداً ÷ واختلفوا وافترقوا فمنهم من آمن به ومنهم من كفر والبينة بيان الحق وظهور الحجج.

  {رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ٢} والصحف المطهرة أراد بها القرآن والمطهرة التي تطهرت من الشرك {فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ٣} يعني كتب الله المستقيمة التي جاء القرآن بذكرها {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ٤} يعني لم يتفرق أهل هذه الكتب إلا من بعد ما ظهرت الحجة عليهم على يدي رسول الله ÷ {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} يعني مقرين له بالعبادة ولا يريدون بها سواه {حُنَفَاءَ} يعني المؤمنين بالرسل المستقيمين على طريقة الإسلام، شعراً:

  أخليفة الرحمن إنا معشر ... حنفاء نسجد بكرة وأصيلا

  {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ٥} أي دين الأمة المستقيمة.