البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الملك مكية

صفحة 813 - الجزء 2

سورة الملك مكية

  : قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} وتبارك تفاعل من البركة بيده الملك أي ملك الدنيا والآخرة بما فيهما ويجوز أن يكون المراد بالملك النبوة والإمامة {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ١} من إنعام وانتقام.

  قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ} يعني الموت في الدنيا بعد الحياة والحياة في الآخرة لا موت بعدها، روينا عن رسول الله ÷ أنه قال: «إن الله تعالى أذل بني آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ثم دار موت وجعل الآخرة دار جزاء ثم دار بقاء» {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} أي أورع عن محارم الله ø وأحسن طاعة لله.

  قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا} يعني مطابقة بعضهن فوق بعض {مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ} يعني من اختلاف ومنه قول الشاعر:

  متفاوتات في الأعنة قطنا ... حتى تفي عشية أثقالها

  يعني المتفاوتات التي يفوت بعضها بعضاً قال الشاعر:

  فليس بمدرك ما فات منها ... بليت ولا بكيف ولا لو إني

  {فَارْجِعِ الْبَصَرَ} يعني فانظر إلى السماء {هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ ٣} يعني من شقوق وخلل {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ} أي ثم انظر إلى السماء مرة بعد أخرى {يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ ٤} أي يرجع إليك البصر خاسئاً لأنه لا يرى فطور فينفذ فيه وخاسياً أن منقطعاً كليلاً ويجوز أن يكون معناه مبعداً من قولك: خسأت الكلب إذا أبعدته والحسير