البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة بني إسرائيل

صفحة 445 - الجزء 1

  قال الإمام الناصر لدين الله #:

سورة بني إسرائيل

  مكية إلا ثلاث آيات من قوله: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ}⁣[٧٣] ... إلى قوله: {سُلْطَانًا نَصِيرًا ٨٠}.

  : قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى} أما قوله: سبحان ففيه تأويلان أحدهما: معناه تنزيه الله تعالى من السوء، والثاني: براءة الله ø من السوء قال الشاعر:

  أقول لما جاءني فِجْرُهُ ... سبحان من علقمة الفاجر

  وسبحان ذكر تعظيم لله تعالى لا يصح لغيره وقد جاء التسبيح في الكلام على أربعة أوجه أحدها: أن يستعمل في موضع الصلاة من ذلك قوله: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ١٤٣}⁣[الصافات]، أي من المصلين.

  والثاني: أن يستعمل في الاستثناء كما قال الله تعالى عن بعضهم: {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ ٢٨}⁣[القلم]، أي لولا تستثنون.

  والثالث: النور لقوله ÷: «لأحرقت سبحات وجهه» أي نور وجهه.

  والرابع: التنزيه لما روينا أن رسول الله ÷ سئل عن التسبيح فقال: «إنزاه الله من السوء».

  {أَسْرَى بِعَبْدِهِ} أي نبيه محمد ÷ والسرى سيرة الليل، شعراً:

  وليلة ذات سرى سريت ... ولم يلتني عن سراها ليت