سورة لقمان # مكية
  قال الإمام الناصر لدين الله #:
سورة لقمان # مكية
  ﷽: قوله تعالى: {الم ١ تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ٢} والحكيم الذي أتقن فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه {هُدًى} أي من الضلالة، ويجوز هدى إلى الجنة {وَرَحْمَةً} فيها وجهان أحدهما: رحمة من العذاب لما فيه من الزجر عن استحقاقه. والثاني: نعمة بالثواب لما فيه من البعث على استحقاقه ثم قال: {لِلْمُحْسِنِينَ ٣} وهم الذين أحسنوا إلى نفوسهم بخلاصها من النار.
  {.. أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ} أي بيان من ربهم {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٥} يعني السعداء الناجون.
  قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} وهي الملاهي كلها التي تلهي عن طاعة الله ø، والآية نزلت في النضر بن الحارث كان يجلس بمكة فإذا قالت قريش إن محمداً قد قال كذا وكذا؛ فضحك منهم ويحدثهم بحديث رستم وإسقنديار ويقول: إن حديثي هذا أحسن من القرآن الذي جاء به محمد ÷.
  {بِغَيْرِ عِلْمٍ} أي بغير حجة وروية {وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا} يعني يكذب بها، وسبيله دينه {أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ٦} أي مذل.
  قوله تعالى: {... خَلَقَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} يعني أنه خلقها بغير عمد يقوم عليها {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ} يعني جبالاً {أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ} أي لئلا تميد بكم أي تزول ورأينا في الآثار أن الله تعالى لما خلق الأرض جعلت تميع فلما رأت الملائكة ما تفعل الأرض قالوا: يا ربنا هل يقر لك على ظهرها خلق وأصبح قد وتدها بالجبال فلما رأت الملائكة التي أرسيت به الأرض عجبوا قالوا: يا ربنا هل خلقت خلقاً أشد من الجبال؟