سورة الكوثر مكية
سورة الكوثر مكية
  ﷽: قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١} هو الخير الكثير قال الشاعر:
  وكان أبوك ابن العقائل كوثرا
  وهذا خطاب لرسول الله ÷ والذي أعطيه النبوة والملك العظيم {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ٢} يعني به الصلاة المكتوبة وانحر أضحيتك وهديك {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣} الشاني هو العدو المبغض والأبتر الفرد الوحيد، وكانت قريش تقول لمن مات ذكور ولده قد بتر فلما مات لرسول الله ÷ القاسم بمكة وإبراهيم بالمدينة À قالوا: قد بتر محمد فليس له من يقوم بأمره من بعده فجعل الله الإمامة وأحكام النبوة والملك في بني ابنته فاطمة إلى يوم القيامة فهم الهداة القادة، والأدلة السادة، لا يمضي حجة إلا خلفته الأخرى، إحساناً من الله إلى نبيه وامتنانا على صفيه، حين عيره الكفار بانقطاع نسله، وخروج الأمر من أصله، فخيب الله ظنونهم، وكشف بقوله العلي مكنونهم حيث قال: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ٣} فجعل الله البتر وانقطاع الذكر وخمول الأمر فيمن شنأه وعاداه، وجعل لرسوله كلمة الحق وعترة الصدق؛ فالحمد لله الذي شرفنا برسوله، وخصنا بتنزيله، واستودعنا محكم تأويله، وعصمنا من تحريفه وتحويله. والآية نزلت في العاص بن وائل السهمي وفي ولده عمرو - لعنهم الله وأخزاهم.