البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة القصص

صفحة 586 - الجزء 2

  قال الإمام الناصر لدين الله ~:

سورة القصص

  مكية إلا آية منها نزلت بين مكة والمدينة، قيل بالجحفة وهي: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ}⁣[٨٥].

  : {... إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ} فيه وجهان ببغيه في استعباد بني إسرائيل، وقيل أولادهم. والثاني: كفره وادعائه الربوبية {وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا} أي فرقاً لأنه فرق بين بني إسرائيل والقبط {يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ} وهم بنو إسرائيل بالاستعباد والأعمال المضعة {يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ} قيل إن فرعون رأى في منامه أن ناراً أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل فسأل علماء قومه عن تأويلها فقالوا: يخرج من هذا البلد رجل يكون على يديه هلاك مصر فأمرهم بذبح أبنائهم واستحياء نسائهم، وأسرع الموت في مشائخ بني إسرائيل فقال القبط لفرعون إن مشائخ بني إسرائيل قد فنيوا بالموت وصغارهم بالقتل فاستبقهم لعملنا وخدمتنا؛ فأمر أن يستبقوا في عام ويقتلوا في عام؛ فولد هارون في عام الاستحياء وموسى في عام القتل.

  قوله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ} يعني يوسف وولده، روينا ذلك عن أمير المؤمنين # والآية عامة في كل من استضعف من صاحب ويدخل فيه الأئمة من آل الرسول ÷ {وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ٥} والأئمة هم ولاة الأمر القادة المتبوعون ونجعلهم الوارثين أي نحكم لهم بحكم الأرض والميراث زوال الملك عمن كان له إلى من صار إليه.

  قوله تعالى: {.. وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى} والوحي هنا هو الإلهام من الله