البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الجمعة مدنية

صفحة 797 - الجزء 2

سورة الجمعة مدنية

  : قوله تعالى: {.. هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} يعني من العرب وإنما سمى العرب أميين لأنهم لم يكونوا يكتبون ولا كان فيهم كتاب.

  فإن قيل: فما وجه الامتنان بأن بعث نبياً أمياً؟ فالجواب عنه من ثلاثة أوجه أحدها: لموافقته ما تقدمت بشارة الأنبياء به. والثاني: لمشاكلة حاله أحوالهم فيكون أقرب إلى موافقتهم. والثالث: لينتفي عنه سوء الظن في تعليمه ما دعاه إليه من الكتب التي قرأها والحكم التي تلاها {يَتْلُو عَلَيْهِمْ ءَايَاتِهِ} يعني القرآن {وَيُزَكِّيهِمْ} أي يجعلهم أزكياء القلوب بالإيمان {وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ} القرآن {وَالْحِكْمَةَ} هي الفهم والفقه في الدين.

  قوله تعالى: {وَءَاخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ} المراد به من جاء بعد