البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الرعد مدنية

صفحة 402 - الجزء 1

  قال الإمام الناصر لدين الله ~:

سورة الرعد مدنية

   قوله تعالى: {المر تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ} والكتاب هو القرآن أي هذه آيات الكتاب {وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ} يعني القرآن {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ١} يعني بالقرآن أنه منزل من ربك بالحق.

  قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا} يعني أنها مرفوعة بغير عمد.

  قوله تعالى: {.. وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ} أي بسطها للاستقرار عليها رداً على من زعم أنها مستديرة كالكرة {وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ} يعني جبالاً واحدها راسية لأن الأرض ترسو بها أي تثبت قال جميل:

  أحبه والذي أرسى قواعده ... حتى إذا ظهرت آياته بطنا

  {وَأَنْهَارًا} وفيها منافع الخلق من شرب الحيوان ونبات الأرض ومقبض الأمطار ومسالك الفلك {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} أحد الزوجين ذكر وأنثى كفحول النخل وإناثها وكذلك كل النبات وإن خفي والزوج الآخر حلو وحامض وعذب ومالح وأبيض وأسود وأحمر وأصفر فإن كل جنس من الثمار ذو نوعين فصار كل ثمرة ذات نوعين زوجين وهي أربعة أنواع {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ} معناه يغشي ظلمة الليل ضوء النهار ويغشي ضوء النهار ظلمة الليل.

  قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ} أي متجاورات في البر في التفاصيل العذبة التي تنبت والسبخة التي لا تنبت {وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} وفي الصنوان أربعة تأويلات