البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة الرحمن ø، مكية

صفحة 763 - الجزء 2

سورة الرحمن ø، مكية

  : قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ ١ عَلَّمَ الْقُرْءَانَ ٢} أما الرحمن فهو اسم من أسماء الله تعالى لا يجوز لأحد من الناس أن يستعملوه في أسمائهم أو ينتحلوه في صفاتهم، {عَلَّمَ الْقُرْءَانَ ٢} أي علم رسول الله ÷ حتى بلّغ جميع الناس وعلمهم.

  {.. عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ٤} يعني ما فيه من الحلال والحرام والنسخ والأحكام والهداية إلى أوامر الله ø {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ٥} والحسبان جمع حساب، ويجوز أن يكون مصدر حسابهما أن الزمان مقدر بهما وهو أن النهار يمتاز بالشمس والليل يمتاز بالقمر ولواستمر أحدهما لكان الزمان ليلاً كله أو نهاراً كله ولما عرف قدر الزمان.

  {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ٦} والنجم النبات الذي نجم من الأرض وانبسط فيها وليس له ساق والشجر ما كان على ساق وقد ذكرنا كيف سجودهما وتسبيحهما فيما قد مضى من التفسير {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا} على الأرض {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ٧} والميزان العدل قال حسان:

  ويثرب تعلم أني لها ... إذا التبس الحق ميزانها

  أي العدل {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ٨} وطغيانه الجور فيه، وروينا أن أمير المؤمنين علياً # أنه كان يقول: يا معاشر التجار وليتم أمرين كان بهما هلاك الناس من قبلكم المكيال والميزان.

  {وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ} والقسط العدل {وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ٩} أي لا تنقصوه {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ١٠} أي بسطها ووطأها للأنام وهم الناس ومنه قول بعض الشعراء في رسول الله