[ذكر معنى المفصل]
  سبحانه فيها القصص والأمثال والفرائض والحدود، وقيل: إنها فاتحة الكتاب.
[ذكر معنى المفصل]
  وأما المفصل: فإنما سمي مفصلاً لكثرة الفصول بين سوره.
[بيان اللغة في كلمة سورة]
  وأما سورة القرآن ففيها لغتان مهموزة وغير مهموزة، فأمّا التي بغير همز فهي المنزلة من منازل الارتفاع ومنه سمي (سور المدينة) لارتفاعه على ما يحويه ومنه قول الشاعر:
  ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب
  يعني منزلة من منازل الشرف وسميت سورة لارتفاعها وعلو قدرها.
  وأما السؤرة بالهمز: فهي القطعة من القرآن كأنها قطعت من سواه وألقيت، وسؤر كل شيء بقيته والسؤر الذي يبقى في الإناء بعد الأكل، وقال النبي ÷: «إذا أكلتم فاسأروا» يعني فأبقوا فضلة، ومن ذلك: قول الأعشى يصف امرأة فارقته فأبقت في قلبه وجداً عليها:
  فبانت وقد أسأرت في الفؤاد ... صداعاً على نأيها مستطيرا
  وقال الأعشى أيضاً:
  نأت(١) وقد أسأرت في النفس حاجتها ... بعد ائتلاف وخير الود ما نفعا
(١) نخ (هـ): بانت.