البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

[ذكر معنى المفصل]

صفحة 10 - الجزء 1

  سبحانه فيها القصص والأمثال والفرائض والحدود، وقيل: إنها فاتحة الكتاب.

[ذكر معنى المفصل]

  وأما المفصل: فإنما سمي مفصلاً لكثرة الفصول بين سوره.

[بيان اللغة في كلمة سورة]

  وأما سورة القرآن ففيها لغتان مهموزة وغير مهموزة، فأمّا التي بغير همز فهي المنزلة من منازل الارتفاع ومنه سمي (سور المدينة) لارتفاعه على ما يحويه ومنه قول الشاعر:

  ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب

  يعني منزلة من منازل الشرف وسميت سورة لارتفاعها وعلو قدرها.

  وأما السؤرة بالهمز: فهي القطعة من القرآن كأنها قطعت من سواه وألقيت، وسؤر كل شيء بقيته والسؤر الذي يبقى في الإناء بعد الأكل، وقال النبي ÷: «إذا أكلتم فاسأروا» يعني فأبقوا فضلة، ومن ذلك: قول الأعشى يصف امرأة فارقته فأبقت في قلبه وجداً عليها:

  فبانت وقد أسأرت في الفؤاد ... صداعاً على نأيها مستطيرا

  وقال الأعشى أيضاً:

  نأت⁣(⁣١) وقد أسأرت في النفس حاجتها ... بعد ائتلاف وخير الود ما نفعا


(١) نخ (هـ): بانت.