سورة الروم مكية بالاتفاق
  قال الإمام الناصر لدين الله ~:
سورة الروم مكية بالاتفاق
  ﷽: قوله تعالى: {الم ١ غُلِبَتِ الرُّومُ ٢ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} وسبب ذلك أنه كان بين الروم وفارس حروب وكان المسلمون يومئذ يحبون ظهور الروم على فارس لأنهم أهل الكتاب وكان المشركون يحبون أن يظهروا فارس على الروم لأنهم كانوا عبدة الأوثان ونيران فغلب فارس الروم فسر بذلك المشركون وقالوا للمسلمين: إنكم تزعمون أنكم ستغلبونا لأنكم أهل كتاب وقد غلبت فارس الروم والروم أهل كتاب؛ فأخبر رسول الله ÷ فساءه فأنزل الله تعالى هاتين الآيتين فلما قال: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ٣ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ} سر بذلك المسلمون.
  والبضع ما بين ثلاث إلى عشر وفي السنة التي غلبت فيها الروم قولان أحدهما: عام بدر ظهر الروم فيه على فارس وظهر المسلمون فيها على قريش وكان في يوم بدر، والثاني: عام الحديبية. وأما ظهور فارس على الروم فقد كان قبل الهجرة بسنتين، وأما قوله: {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} وأدنى الأرض طرق الشام.
  قوله تعالى: {فِي بِضْعِ سِنِينَ} والبضع من العدد ما بين الثلاث والعشر، روينا ذلك عن رسول الله ÷ وأما النيف ففيه قولان أحدهما: أنه ما بين الواحد والتسعة. والثاني: أنه ما بين الواحد والثلاثة.
  {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} من قبل ما غلبت الروم ومن بعد أن غلبت، {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ٤ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ} يعني ينصر الروم على فارس وفي سرورهم على ذلك أقاويل: أحدها: لتصديق خبر الله وخبر الرسول أن الروم تظهر على فارس. والثاني: لأنهم أهل