سورة آل عمران
سورة آل عمران
  مائتا آية وهي مدنية
  {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الم ١ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ٢} قد مضى تفسير ذلك فيما تقدم ونزلت هذه الآية إلى نيف وثلاثين(١) من السورة في وفد نجران من النصارى لما جاءوا يحاجون النبي ÷.
  قوله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ} أي قبله من كتاب ورسول وإنما قيل لما قبله بين يديه لأنه ظاهر له كظهوره لما بين يديه أي يخبر بصدق الأنبياء فيما أتوا به خلاف من يؤمن ببعض ويكفر ببعض.
  قوله تعالى: {... هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ} أي القرآن {مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} فأما المحكم فهو كلما أحكم الله بيان حلاله وحرامه فلم تشتبه معانيه والمتشابه ما أشبهت معانيه ويجوز أن يكون المحكم ما لم يحتمل من التأويل إلا وجهاً واحداً، والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجهاً وإنما جعله الله سبحانه محكماً ومتشابهاً استدعاء للنظر من غير إنكار على الخبر.
  وأما قوله: {هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} فمعناه أصل الكتاب أراد الآي التي فيها الفرائض والحدود والأحكام، {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ} أي ميل عن الحق وشك {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} وذلك أن وفد نجران سألوا رسول الله ÷ عن عيسى فقالوا: هل هو روح الله؟ قال: «بلى» قالوا: هل هو كلمة الله؟ قال: «بلى» فأنزل الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ
(١) نخ: وثمانين آية.