[سورة المائدة]
[سورة المائدة]
  
  قال الإمام الناصر لدين الله - صلى الله عليه: سورة المائدة مدنية
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} وهي العقود التي أخذ الله بها الأيمان على خلقه فيما أحله لهم وحرمه عليهم، ويجوز أن تكون المعاقدات التي بين الناس في البيع والشراء والنكاح وسائر المعاملات وكذلك في النذور والأيمان والكفارات.
  {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} أي الأنعام كلها وهي الإبل والبقر والغنم ويدخل فيها الظبى وبقر الوحش لا يدخل فيها الحافر لأنه مأخوذ من تعمد الوطي.
  قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ} أي معالم الله وهو مأخوذ من الإشعار الذي هو الإعلام وشعائر الله هي ما حرم الله تعالى في حال الإحرام وسائر حدوده فيما أباح وأحل وحرم وحظر، وقيل: إن الشعائر هي المناسك والدين وكل ذلك جائز.
  قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ٣٢}[الحج]، أي دين الله.
  {وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ} أي لا تستحلوا القتال فيه وهو رجب {وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ} والهدي هو ما لم يقلد من النعم وقد جعل على نفسه أن يهديه ويقلده، والقلائد ما قلد من الهدي لأن التقليد يتعقبه الإحرام، وقيل إن المشركين كانوا يأخذون لحا شجر الحرم إذا أرادوا الخروج منه فيتقلدونه ليأمنوا فنهوا أن ينزعوا شجر الحرم {وَلَا ءَامِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ} يقال أممت كذا إذا قصدته ويقال: يممته، قال الشاعر:
  إني كذاك إذا ما سائني بلد ... يممت صدر بعيري غيره بلدا