البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة ن مكية وبعضها مدنية

صفحة 817 - الجزء 2

سورة ن مكية وبعضها مدنية

  : قال الإمام الناصر لدين الله: سورة (ن) مكية من أولها إلى قوله: {سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ١٦}، ومن ذلك إلى قوله: {أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ٣٣} مدني ومن بعد ذلك إلى قوله: {يَكْتُبُونَ ٤٧} مكي ومن ذلك إلى قوله: {الصَّالِحِينَ ٥٠} مدني، وباقيها مكي.

  قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ} والنون الحوت وقد جاء بمعنى الدواة، والقلم معروف وهو قسم أقسم الله به ولله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه {وَمَا يَسْطُرُونَ ١} فيه تأويلان أحدهما: ما يعلمون. والثاني: ما يكتبون.

  {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ٢} كان المشركون يقولون لرسول الله ÷ إنه مجنون وبه شيطان فأنزل الله تعالى رداً عليهم وتكذيباً لقولهم.

  {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ٣} أي مقطوع قال الشاعر:

  ألا تكون كإسماعيل إن له ... رأياً أصيلاً وفضلاً غير ممنون

  {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ٤} أي على طبع كريم {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ٥} أي فترى ويرون حين يبين الحق من الباطل {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ ٦} يعني المجنون وقد يكون المفتون بمعنى المعذب يقال: فتنت الذهب بالنار إذا أحميته ومنه قوله: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ ١٣}⁣[الذاريات] أي يعذبون.