سورة الطارق مكية
سورة الطارق مكية
  ﷽: قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ١} وهما قسمان والسماء قسم والطارق قسم آخر، والطارق النجم وقد بينه الله سبحانه وتعالى في كتابه فقال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ٢ النَّجْمُ الثَّاقِبُ ٣} ومنه قول هند ابنة عتبة:
  نحن بنات طارق
  تقول بنات النجم افتخاراً بشرفها، وإنما سمي النجم طارقاً لاختصاصه بالليل والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقاً، قال الشاعر:
  ألا طرقت من بعد ما هجعوا هند
  وأصل الطرق الدق ومنه سميت المطرقة. والثاقب: المضيء المتوهج.
  {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ ٤} و (ما) التي بعد اللام زائدة وتقديره إن كل نفس عليها حافظ وأراد بالحافظ الشاهد من الملائكة بما يفعله من خير وشر.
  قوله تعالى: {... يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ ٧} يعني من بين أصلاب الرجال وترائب النساء والترائب موضع القلادة من الصدر قال الشاعر:
  والزعفران على ترائبها ... شرفا به اللباب والنحر
  {.. يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ ٩} أي تظهر وهو كل ما استسر به الإنسان من خير وشر وإيمان وكفر كما قال الأحوص:
  ستبلى لكم في موضع السر والحشا ... سريرة ودٍّ يوم تبلى السرائر
  {فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ ١٠} يعني قوة في بدنه ولا ناصر من غيره {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ ١١} والرجع المطر لأنه يرجع في الغالب عند الحاجة إليه {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ ١٢} والصدع النبات لأن الأرض تنصدع عنه {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ ١٣} يعني به القرآن ومعنى الفصل ما رويناه عن أمير المؤمنين # عن سيدنا رسول الله ÷ أنه قال: «كتاب الله فيه خبر ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله،