سورة عم يتساءلون مكية
سورة عم يتساءلون مكية
  ﷽: قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ١} يعني عن أي شيء يتساءل المشركون؛ لأن قريشاً حين بعث رسول الله –÷ جعلت تختصم وتجادل في الذي دعا إليه.
  {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ ٢} وهو القرآن {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ ٣} يعني أنهم اختلفوا فيما فيه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ٤} وهذا وعيد للكفار فالأول كلا سيعلمون ما سينالهم من العذاب والانتقام قبله في دار الدنيا {ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ ٥} ما ينالهم من العذاب في جهنم.
  قوله تعالى: {... وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا ٩} يعني راحة ودعة ولذلك سموا يوم السبت سبتاً لأنهم كانوا يستريحون فيه من الأعمال {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا ١٠} يعني سكناً وغشاءً يغطي كل شيء بسواده كما يغطي الثوب لابسه.
  {... وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ١٣} والسراج الشمس والوهاج المضيء المتلألئ {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا ١٤} والمعصرات السحب والثجاج الكثير المنصب {لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ١٥} الحب ما كان في كمام الزرع الذي يحصد والنبات والكلأ الذي يرعى، وروينا في بعض الآثار أن الحب اللؤلؤ والنبات كل ما ينبت على الأرض من شجر وغيره، وروينا عن أسلافنا $ أن الله عز اسمه لم ينزل من السماء قطرة إلا أنبت بها في البحر لؤلؤة وفي البر عشبة {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ١٦} وهي الأشجار الملتفة بالثمار ذات الألوان.
  قوله تعالى: {... إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ٢١} أي راصدة لأهل الذنوب {لِلطَّاغِينَ مَآبًا ٢٢} يعني مرجعاً ومنقلباً ومأوى ومنزلاً