البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة التكاثر مكية

صفحة 907 - الجزء 2

سورة التكاثر مكية

  : قوله تعالى: {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ١} يعني ألهاكم عن طاعة ربكم وشغلكم عن عبادة خالقكم {حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ٢} يعني حتى أتاكم الموت فصرتم في المقابر زواراً ترجعون منها كرجوع الزائر إلى منزله من جنة أو نار {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ٣} هذا وعيد وتهديد وتكرار على وجه التأكيد والتغليظ ومعناه كلا سوف تعلمون عند البعث أن ما أوعدكم به صدق.

  {.. كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ٥} ومعنى كلا في هذا المكان حقاً ما تعلمون يقيناً بعد الموت من البعث والجزاء {لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ٦} وهذا خطاب للعصاة والكفار الذين وجبت لهم النار {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ٧} أي المشاهدة والعيان ليكون العلم بها ضرورياً {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ٨} وهو ما أنعم الله به على خلقه من إكمال الآلات وإعطاء الاستطاعات وما ركب في الإنسان من الحواس المنتفعة بالملاذ والمشتهيات على ما روينا عن آبائنا عن رسول الله ÷ أنه قرأ: «{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ٨} شبع البطون وبارد الماء وظلال المساكن واعتدال الخلق ولذة النوم».