سورة المجادلة مدنية
سورة المجادلة مدنية
  ﷽: قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} هي خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس بن الصامت وكان قد ظاهر من امرأته فأتت رسول الله ÷ تستفتيه في ذلك {وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ} فأنزل الله تعالى قوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا} وروينا أن أم سلمة زوج النبي ÷ قالت: تبارك الله ما أوعى سمعه كل شيء، سمع قولة خولة ابنة ثعلبة وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول وهي تقول: يا رسول الله كَلّ شبابي، وانقطع ولدي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبر سني ظاهر مني، اللهم إني أشكو إليك فما برحت حتى نزل عليه جبريل بهذه الآية.
  والمحاورة مراجعة الكلام قال عنترة:
  لو كان يعلم ما المحاورة اشتكى ... ولكان لو علم الكلام مكلمي
  {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ} والظهار قول الرجل لامرأته: أنت علي كظهر أمي وكان ذلك في الجاهلية طلاقاً لا رجعة فيه ولا زوجية بعده فنسخه الله تعالى بما استقر به عليه من وجوب الكفارة بالعود.
  ثم قال: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ} تكذيباً من الله ø لقوله في المرأة: أنت عليّ كظهر أمي، وقد يقع الظهار بغير لفظه كقول القائل: أنت علي كبطن أمي {وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا} يعني بمنكر القول الظهار وبالزور كذبهم في جعل الزوجات أمهات.
  قوله تعالى: {... إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} أي يخالفون أمره