البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة النحل

صفحة 432 - الجزء 1

  قال الإمام الناصر لدين الله #:

سورة النحل

  مكية إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة وهي قوله: {وَلَا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}⁣[٩٥] ... إلى قوله: {بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٩٧}.

   قوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} ي دنا ويجوز أن يكون الماضي بمعنى المستقبل أي سيأتي أمر الله وأمره فرائضه وأحكامه وحدوده وما أوعد به أهل الشرك.

  قوله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} والروح في هذا الموضع بيان الحق الذي يجب اتباعه.

  قوله تعالى: {.. خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ٤} الخصيم الفصيح في الخصومة وفي وصفه ثلاثة أوجه أحدها: تعريف قدرة الله ø في إخراجه من النطفة المهينة إلى أن صار بهذا الحال في البيان والمكنة.

  والثاني: تعريفه بذلك نعم الله تعالى عليه في إخراجه إلى هذه الحالة بعدما خلقه من نطفة مهينة.

  والثالث: تعريفه فاحش ما ارتكب من تضييع حق النعمة بالخصومة في الكفر به، وروينا أن هذه الآية نزلت في أبي بن خلف الجمحي حين أخذ عظاماً نخرة فذرها وقال: أنعاد إذا صرنا هكذا.

  قوله ø: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ} وهو اللباس وما يستدفأ به من أصوافها وأوبارها وأشعارها {وَمَنَافِعُ} يعني بالركوب والحمل {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ٥} يعني الألبان واللحوم.

  قوله ø: {... وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨} يعني ما لا تعلمون خلقه وهو كثير في العالم {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ} يعني