سورة النمل مكية
  قال الإمام الناصر لدين الله #:
سورة النمل مكية
  ﷽: {طس تِلْكَ ءَايَاتُ الْقُرْءَانِ} أي هذه آيات القرآن {وَكِتَابٍ مُبِينٍ ١} والكتاب هو القرآن فجمع له بين الصفتين فإنه قرآن وإنه كتاب، والمبين الذي بين لنا فيه أمره ونهيه وحلاله وحرامه ووعده ووعيده.
  {هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ٢} يعني هدى إلى الجنة وبشرى بالثواب، ويحتمل هدى من الضلال وبشرى بالجنة.
  {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} يعني المفروضة وفي إقامتها وجهان أحدهما: إقامة شرائطها واستيفاء فرائضها وسننها، والثاني: المحافظة على مواقيتها {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} وهي زكاة الأموال المفروضة.
  {فَهُمْ يَعْمَهُونَ ٤} يعني يترددون وقد مضى تفسيره.
  قوله تعالى: {.. وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءَانَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ٦} يعني تؤتى القرآن من عند حكيم في أمره عليم بخلقه.
  قوله تعالى: {إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي ءَانَسْتُ نَارًا} أي أحسست ناراً والإيناس الإحساس من جهة أنه يؤنس بها {سَآتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ} يعني سأخبركم عنها بعلم {أَوْ ءَاتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ} والشهاب الشعاع المضيء ومنه قيل للكوكب الذي يمد ضوءه في السماء شهاب، شعراً:
  في كفه صعدة مثقفة ... فيها شعاع كشعلة القبس
  والقبس هو القطعة من النار، ومنه اقتبست النار إذا أخذت منها قطعة واقتبست علماً إذا أخذت منه علماً لأنك تستضيء به كما تستضيء بالنار {لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ٧} أي لكي تصطلوا وكان شاتياً.