البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة ق مكية

صفحة 737 - الجزء 2

سورة ق مكية

  : {ق} وهو اسم الجبل المحيط بالأرض {وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ ١} الكريم ويجوز أن يكون بمعنى العظيم لقولهم: مجدت الإبل إذا عظمت من كلأ الربيع {وَالْقُرْءَانِ الْمَجِيدِ ١} هو قسم أقسم الله تعالى بخالق (ق) وخالق القرآن المجيد.

  {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} يعني محمد ÷ {فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ٢} وإنما عجبوا حيث دعاهم إلى إله واحد وهو بشر مثلهم فأعلمهم بالبعث والنشور والثواب والعقاب.

  قوله تعالى: {.. قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} فيه وجهان أحدهما: من منهم. والثاني: ما تأكله الأرض من لحومهم وتبليه من عظامهم {وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ٤} أي علم جميع الأشياء لا يتغير ولا يتبدل.

  قوله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} يعني بالقرآن {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ ٥} والمريج الملتبس المختلط الذي بان فساده قال أبو ذؤيب:

  مرج الدين فاعتدت له ... مسرف الحارك محبوك الكبد

  قوله تعالى: {وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ ٦} أي من فتوق وانصداع وخروق.

  قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا} أي بسطناها {وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ ٧} أي حسن {تَبْصِرَةً} يعني تبصرة بصر بها عباده وبرهاناً دل به الخلق على عظمته وقدرته {وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ ٨} أي تذكرة والمنيب التائب الذي أخلص توبته.

  {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} يعني المطر لأنه يحيى به الحيوان والنبات {فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ} أي بساتين {وَحَبَّ الْحَصِيدِ ٩} أي البر