سورة قريش مكية
سورة قريش مكية
  ﷽: قوله تعالى: {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ١ إِيلَافِهِمْ} والإيلاف مأخوذ من ألف يألف وهو العادة المألوفة يعني به لإيلاف الله تعالى لهم لأنه آلفهم إيلافاً، وفي الـ (لام) التي في لإيلاف تأويلان أحدهما: أنها صلة ترجع إلى السورة المتقدمة من قولهم: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ١} ... إلى أن قال: {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ٥} {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ ١} فصار معناه أن ما فعله بأصحاب الفيل لأجل إيلاف قريش وجمعها.
  والثاني: أنها صلة ترجع إلى ما بعدها من قوله: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ٣ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَءَامَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ٤} فيكون معناه: ولنعمتي على قريش فليعبدوا رب هذا البيت وقريش فهم بنو النضر بن كنانة وكانوا متفرقين في غير الحرم فجمعهم قصي بن كلاب في الحرم حتى اتخذوه مسكناً، قال الشاعر:
  أبونا قصي كان يدعى مجمعا ... به جمع الله القبائل من فهر
  وفي تسميتهم بقريش أربعة أوجه: أحدها: لتجمعهم بعد التفرق والتقريش التجمع، شعراً:
  أخوة قرشوا الذنوب علينا ... في حديث من دهرهم وقديم
  والثاني: أنهم كانوا تجاراً يأكلون من مكاسبهم والقرش التكسب.
  والثالث: أنهم كانوا يعيشون الحاح عند الخلة فيشدون حلته والقرش النبش؛ قال الشاعر:
  الشامت المقرش عنا ... عند عمرو وهل لذاك بقاء
  والرابع: أن قريشاً اسم دابة في البحر من أقوى دوابه وسميت بها قريش لقوتهم قال الشاعر:
  وقريش هي التي تسكن البحر ... بها سميت قريش قريشا
  تأكل الغث والسمين ولا تترك ... يوما لذي جناحين ريشا
  هكذا في الكتاب حي قريش ... يأكلون البلاد أكلاً كميشا
  ولهم آخر الزمان نبي ... يكثر القتل فيهم والحشوشا