سورة الصافات مكية
  قال الإمام الناصر لدين الله:
سورة الصافات مكية
  ﷽: قوله تعالى: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ١} هم الملائكة وإنما سميت الصافات لأنها تصطف في صلاتها وعبادتها وتنتظر أوامر الله ø فيما يأمرهم به بإنعام على خلقه أو انتقام منه أو قبض أرواح أو إرسال قطر ورياح أو إنزال كتب أو حمل شرائع وأحكام واصطفافهم دال على الخضوع واشتغال بالعبودية وانتظار الأمر.
  {فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا ٢} يعني بها تعالى الملائكة، وتحتمل الآية أن يكون كل من زجر عن معصية الله سبحانه وأمر بطاعته وإنما اسم الملائكة لأنهم يردون بالنهي والأمر ويزجرون عن معاصي العلي الذكر.
  {فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا ٣} يعني الملائكة تقرأ كتب الله ø {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ ٤} هذا قسم بأن الإله لواحد والقسم على تقدير رب الصافات {رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا} يعني مالك السماوات والأرض وما بينهما من خلقه لأن الله في آجالهم وأرزاقهم ومصالحهم {وَرَبُّ الْمَشَارِقِ ٥} يعني مشارق الشمس في الشتاء والصيف لأنها ثلاثمائة وستون مشرقاً والمغرب مثل ذلك تطلع الشمس كل يوم من مشرق وتغرب في مغرب.
  قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ٦} يحتمل تخصيص السماء الدنيا بالذكر وجهين أحدهما: لاختصاصها بالزينة. والثاني: لاختصاصها بالمشاهدة، وقوله: بزينة الكواكب لأن من الكواكب ما خلق للزينة ومنها ما خلق لغير الزينة.
  وروينا عن سيدنا رسول الله أنه قال: خلقت النجوم لثلاث: رجوماً للشياطين، وأدلة يهتدى بها في العبادات ويستدل بها على مرور الأيام