سورة يونس #
  قال الإمام الناصر لدين الله صلى الله عليه:
سورة يونس #
  مكية إلا ثلاث آيات وهي قوله: {فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ}[٩٤] ... إلى آخرهن.
  
  {الر} وهو من فواتح السور التي افتتح الله بها القرآن وقد ذكرنا من تأويله في سورة البقرة ما فيه الكفاية {تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ ١} يعني بقوله تلك أي هذه كما قال الأعشى:
  تلك خيلي ومنه تلك ركابي ... هن صفر أولادها كالزبيب
  والكتاب الحكيم القرآن والحكيم هو الناطق بالحكمة، ويجوز أن يكون بمعنى محكم.
  قوله تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا} وسبب ذلك أن الله سبحانه وتعالى لما بعث محمداً رسولاً أنكرت العرب ذلك وقالت: الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد فأنزل الله: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ ءَامَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} أي ثواب جزيل حسن بما قدموا من الأعمال الصالحة وما أسلفوه من الإيمان والطاعة والسابقة في الإخلاص واليقين قال حسان بن ثابت:
  لنا القدم العليا إليك وخلفنا ... لأولنا في طاعة الله تابع
  قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} يقضيه ويأمر به ويمضيه {مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} أي ما من شفيع يشفع إلا من بعد أن يأذن الله ø له في الشفاعة.
  قوله تعالى: {إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} يعني يحييه ثم يميته ثم يبيده ثم