البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة المؤمنين مكية

صفحة 526 - الجزء 2

  قال الإمام الناصر لدين الله #:

سورة المؤمنين مكية

   قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١} أي قد سعدوا ومنه قول لبيد:

  فاعقلي إن كنت لمّا تعقلي ... ولقد أفلح من كان عقل

  وقيل: الفلاح البقاء على ما ذكرناه ومنه قوله في الأذان (حي على الفلاح).

  وقوله: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ٢} وهو أن ينظر إلى موضع سجوده من الأرض لا يجوز ببصره مصلاه.

  {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ٣} واللغو الباطل والكذب، وقيل اللغو في هذا الموضع الشتم لأن كفار مكة كانوا يشتمون المسلمين فنهوا عن الإجابة.

  قوله تعالى: {... أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ ١٠} ثم بين ما يرثون فقال: {الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ} والفردوس هو حضائر العنب.

  قوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ ١٢} والمعنى أن الإنسان لا يرجع إلا إلى آدم خلق من سلالة من طين والسلالة صفوة كل شيء التي تسيل منه قال الشاعر:

  وهل هند إلا مهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغل

  وقد سمي الولد سلالة والنطفة سلالة {ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ١٣} أي متمكن {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا} وإنما بين تعالى