البرهان في تفسير القرآن،

الإمام أبو الفتح الديلمي (المتوفى: 444 هـ)

سورة النصر مدنية

صفحة 918 - الجزء 2

سورة النصر مدنية

  : قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ١} ونصر الله هو نصر رسوله على قريش وسائر من قاتله من الكفار وكانت عاقبة النصر له ÷ والفتح يحتمل وجهين أحدهما: فتح مكة، والثاني: فتح مدائن أهل الشرك وقصورهم {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا ٢} والمراد جميع الناس من سائر الأمم دخلوا في الإسلام طوعاً وكرهاً والأفواج الزمر.

  وروينا عن آبائنا $، عن رسول الله ÷ أنه قال: «إن الناس قد دخلوا في دين الله أفواجاً وسيخرجون منها أفواجاً».

  {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ} وفي أمره بالتسبيح وفي الاستغفار وجهان أحدهما: ليكون ذلك منه شكراً لله تعالى على نعمه عنده لأن تجديد النعم يوجب تجديد الشكر، والثاني: أنه نعيت إليه نفسه ليجتهد في عمله في وداعه للدنيا - ~ ولم يلبث بعدها إلا سنتين مستديماً للتسبيح والاستغفار كما أمر ربه تعالى.