سورة إبراهيم # مكية
  قال الإمام الناصر لدين الله #:
سورة إبراهيم # مكية
  إلا اثنتين منها مدنية وهي: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ}[٢٨]، والتي بعدها.
  ﷽: قوله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ} يعني القرآن {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} أي من الضلالة إلى الهدى ومن الكفر إلى الإيمان {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ١} وروي أن قوماً كانوا آمنوا بعيسى وقوماً كفروا به فلما بعث محمداً ÷ آمن به الذين كفروا بعيسى وكفر به الذين آمنوا بعيسى فنزلت هذه الآية.
  قوله تعالى: {.. الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ} يعني يختارونها ويستبدلونها والاستحباب هو التعرض للمحبة {وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} يعني عن دين الله {وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا} أي يريدون ديناً غير دين الإسلام وقد ذكرنا الفرق بين العوج بكسر العين والعوج بفتح العين.
  {.. وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا} أي بحججنا وبراهيننا وهي التسع البينات {أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} يعني من الضلال إلى الهدى ويجوز من ذل الاستعباد إلى عز الهلكة {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} معناه وعظهم بما سلف في الأيام الماضية وانتقام الله ø من القرون الخالية، وقيل: أيام الله بمعنى نعم الله لأن النعم قد تسمى بالأيام قال عمرو بن كلثوم:
  وأيام لنا غر طوال ... عصينا الملك فيها أن ندينا
  {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ٥} الصبار الكثير الصبر،