سورة الأعراف
  قال الإمام الناصر لدين الله #:
سورة الأعراف
  مكية كلها
  ﷽ قوله تعالى: {المص ١} هو من جنس ما ذكرنا أنه هجاء أعلم الله به العرب أنه من جنس كلامهم ليكون أبهر لهم في الحجة والبيان لأن عجزهم عن كلام هو مقدور لهم أعظم من عجزهم عن كلام لا يقدرون عليه.
  {كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ} يعني القرآن {فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ} والحرج الضيق معناه فلا يضيق صدرك خوفاً أن لا تقوم بحقه ولا يضيق صدرك ثم قال: {لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ٢} ليعود نفعه على الفريقين.
  قوله تعالى: {.. وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ٤} وهذا إخبار من الله ø عن حال من أهلكه بكفره وتحذير للمخاطبين به عن مثله فكم كلمة موضوعة للتكثير ورب كلمة موضوعة للتقليل فجاءها بأسنا بوقوع العذاب بهم والبأس العذاب وقعا في حالة واحدة لأن الهلاك كان بوقوع البأس فلم يفترقا فليس دخول الفاء بينهما موجب لافتراقهما بل قد تكون بمعنى الواو كما يقال: أعطيت فأحسنت وكان الإحسان بالعطاء ولم يكن بعد العطاء.
  وقوله: {بَيَاتًا} يعني في نوم الليل {أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ٤} في نوم النهار وقت القائلة.
  فإن قيل: لم جاءهم العذاب في وقت النوم دون اليقظة؟ قيل: لأن العذاب في وقت الراحة أشد وأغلظ والبأس شدةالعذاب والبؤس شدة الفقر.
  قوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} والوزن هاهنا هو القضاء بالحق