سورة التين مكية
سورة التين مكية
  ﷽: قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ١} وهما جبلان بالشام أحدهما ينبت التين ولآخر ينبت الزيتون {وَطُورِ سِينِينَ ٢} وهو الجبل الذي سمع عليه موسى كلام الله تعالى، والسينين الحسن البهي لأن اشتقاقه من السنا وهو البهاء والرفعة، {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ٣} يعني مكة وحرمها والأمين الآمن من قتل أو سبي وكانت الجاهلية أمنت من مغازي العرب وأن يسبى فيه أحد أو يسفك فيه دماً.
  {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ٤} أي أعدل بنية وأقوم تركيب وأقوم جملة {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ ٥} إذا عصاه بعدما خلقه وسواه فمصيره إلى أسفل السافلين في النار {إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ٦} أي مقطوع {فَمَا يُكَذِّبُكَ} أيها الإنسان {بَعْدُ} هذه الحجج {بِالدِّينِ ٧} أي بحكم الله تعالى وجزائه قال الشاعر:
  دنا تميماً كما كانت أوائلنا ... دانت أوائلهم في سالف الزمن
  {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ٨} صنعاً وتدبيراً وقضاء بالعدل وتقديراً، وروينا عن آبائنا $ كان إذا قرأ: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ٨} قال: وأنا على ذلك من الشاهدين.